نسيان ..
قطرات الماء الساخن تتناثر بجنون من حولي، أراقب تلك الدمعة اليتيمة التي تنزل بحذر على خدي، كل جزء مني ينتفض صارخاً بألم، إنه صوت الإشتياق مجددا.
سألت نفسي مرارا لمن أتوق، لنفسي القديمة؟ له هو؟ أم لتلك اللحظات القليلة وأنا معه؟
لطالما تردد لساني قبل قلبي عن إفشاء الإجابة، كنت داء لنفسي ودواء لمشاعري المتهالكة داخلي، حدقت طويلا في المرآة أمامي، رفعت أناملي بعفوية لألامس وجنتي المحترقة، خصلات شعري الساكنة وتلك الهالات الشبه سوداء تحت عيني.
لست مريضة، أنا بخير، أنا سعيدة، أنا متفائلة، سأعود حتى هو سيعود، لكن الأبجدية خانتني، تلك الحروف وبأعدادها الهائلة، لغات العالم ولهجاته الجمة طعنتني بحركة سريعة، باغتت شرودي وصمتي و وحدتي، لقد قتلتني.
وجدت نفسي أتهاوى على أرضية خشنة قاسية، احتضنني البرود وغلفني الهدوء، ارتجت أطراف فؤادي وانتحرت العبارات على سور شفاهي المحطمة، فقد الكون جزء لا أساسي من تكوينه، أضاعني العالم وإكتنفني النسيان بعد ثانية من الزمن.
سوسن محمد – الجزائر