فراشة ..
لم تعد قادرة على الفرار مني، حتى ولو استطاعت فإنها لن تذهب بكل تفاصيلها وهي العالقة في صمام الذكريات، يحتاج قلبي معها لعزم الشباب كي يقذفها إلى فوهته فتسقط، لكنها برغم ذلك لن تتمكن من الرحيل، لأنها تعلم جيداً حقيقة ما وصلت إليه بعد كل تلك السنوات، إنها تسبح في فُلكي الذي منحها الأمان والمُتّسع ومهما طال بها الزمان أو قصر ستبقى أنشودتي التي أتغنى بها كل صباح، فهي النشيد الذي كتبتُه يوم لمحتها بطرف عيني عندما مرّت من هناك.
لقد جعلتني أهجر مراقد الراحة والأمان فقط لأعانق لهفة الحب الحار في ليالي العشق الملتهبة وكلي حاجة لاكتمال الود بالتلاقي، صرتُ أنظم القول لأجمعه ثم ألقيه على مسامعها وهي تسير بجوار منزلي علّها تستنشق عطري المستوحى من ديوان عشقي يوم صرتُ ذاك العاشق المجنون.
حمد هلال – سوريا