أدر الرحى هوناً فقُطبكَ واهنُ
والقمحُ عمرك والسنون مطاحنُ
وارفق بنفسك فالحياةُ مكيدةٌ
والناسُ في فخ الوجود رهائنُ
مذ خطّت الأقدارُ ما خطّت لنا
نحن الطرائدُ والدروب كمائنُ
وبأول التكوين أنت مقيدٌ
علقت بطينك للمصير براثنُ
ومن الحياة إلى الممات مسافرٌ
لاشيء تعرف غير أنك ظاعنُ
تسعى لتجتنب المصير مراوغا
لكنما يجري الذي هو كائن
كم قوضت كف المصير ممالكا
وهوت بغيهبه السحيق مدائنُ
وعلت فلما صال في عرصاتها
غدت الجوارح والنسور دواجنُ
هي سنة الأقدار تحتطب الورى
ماكان دهرك مثل ظنك خائنُ
زكي العلي – العراق
