يا مَنْ على وَقْعِ الجراحِ تسيرُ
بيني وبينكَ جنّةٌ و سعيرُ
ما زلتَ مُذْ زمنٍ تُعيّرُ بالهوى
قلبي الصغيرَ أفي الغرام صغيرُ؟
سأُقرُّ بين يديكَ أنّ تماسُكي
كَذِبٌ وأنّ صلابتي تزويرُ
وأُقرُّ أنّي رغم كلّ فصاحتي
طفلٌ لديكَ يخونُهُ التعبيرُ !
تتسابقُ الأزهارُ إن صفّفتُها
شوقاً إليكَ ومن يديَّ تطيرُ
ويعمُّ أرجاءَ المكانِ إذا على
بالي خطرتَ – وأنتَ فيهِ- عبيرُ
طاغٍ هدوؤكَ ! كيف من عصبيّتي
لم تنزعجْ أبداً وأنتَ أميرُ؟!
والآن لا أدري وقد روّضتني
إن كان يُسعفُ خيبتي التبريرُ !
سأخرُّ مغشيّاً عليّ إذا أتى
يومٌ بوجهي فيه سوف تثورُ
فأنا أفرُّ مِنَ القساوةِ مثلما
خوفاً يفرُّ مِن الردى العصفورُ
أبكي لأجل حمامةٍ مذعورةٍ
حُبستْ لأنّ جناحَها مكسورُ
أدري : مبالِغةٌ بخوفي إنَّما
ولهي الذي أخفيهِ عنكَ كثيرُ
وصغيرةٌ جدّاً فلا تعتبْ على
قلقي إذاً مادمتُ أنتَ كبيرُ
إبْيضّتا عيناي يا قدَري وما
حملَ القميصَ إليّ – بعدُ – بشيرُ
وانا أمامكَ طفلةٌ بظفائرٍ
تجري وفستاني الـ تُحبُّ قصيرُ
الله ما أقساكَ كيف رميتني
وأنا كفيفُ المُقلتينِ ضريرُ !
وأسرتني وأنا على حكم الهوى
رهْنُ القيودِ مُكبّلٌ مأسورُ
أحرقتَ أعصابي بكلِّ برودةٍ
مستمتعاً وكأنّهنَّ بخورُ
وغلاكَ لنْ أُثنينكَ فاللهُ الّذي
ولّاكَ أمري بالقلوبِ خبيرُ
جمانة الطراونة – الأردن
