منذ افترقنا مضينا في ذُرى الأبدِ
أستودع الله قلباً مات في الكمدِ
أستودع الله روحاً عشتُ أطعِمها
قمح البلاد التي ألقمتُها كَبدي
كأنّما جِيَفُ الدنيا تُكلمني
يا ربّ عجِّلْ عَلى مَوتي بحتْفِ يديْ
لن نلتقي في زمانٍ لم يكن كَفُؤاً
أن يحتوي قلبَ من عاشوا بلا جسدِ
نحنُ اكتَفينَا منَ الأحيَاءِ لا سببٌ
أن نستظلَّ سمَاواتٍ بلا عمَدِ
لمْ تكتفِ الأرْضُ منْ تفتيتِ أضلُعِنَا
بلْ علَّقْتها على حبلٍ من المسَدِ
وذوَّبتْ حزننا في جوفِهَا فرَمَى
نَارَ البراكين فيْ مستنقعِ الزّبدِ
نحنُ الضليعان في تنظيف وحدَتنَا
والنائمان على فَرْشٍ منَ السّهَدِ
منذ افترقنا،نسينا شكل أوجهنا
فعيننا البكر لم تفتح على أحد
كنا نبيين لا نحتاج معجزة
كي يمسح الله دمع الخلق بالمدد
يا ربُ،صبرَ نبي جاع في بلد
في أرضه التين مفروش بلا عدد
لن نلتقي بعد هذا اليوم،موعدنا
في حفرة زينتها تربة البلد
حتى يحين لقاء،نخبهُ دمنا
نستودع الله قلبا مات في الكمد
عائشة السيفي – عُمان
