قدَّ من دبْرٍ – أحمد عبدالرحمن جنيدو – سوريا

‏وســــــــــائدُ الليلِ لا تقوى، لتحملني.

‏وفي يديكِ ســــــــريرُ النورِ يحضنني.

‏عيناكِ أمّي غدي جرحي دمي شجني،

‏والســــــــرُّ في وجعِ النسيانِ يوقظني.

‏الروحُ عاشقةٌ ليلى بلا ســــــــــــــببٍ،

‏ليلــــــى البراءةُ في الإخلاصِ تملكني

‏تلكَ الرســــــــالةُ في الأقفاصِ نكتبُها،

‏تحتَ الركامِ علـــــى الأنقاضِ والزمنِ.

‏أرضي بســـــــاطٌ من الأحلامِ مرتعُها،

‏صارتْ حريــــــقاً إلى الأوثانِ تركعني.

‏أبـــــــــدو غريباً بلا التاريخِ لا وطنا،

‏ولا وجودا علــــــــــى النيرانِ يصلبني.

‏هــــــــذي النهايةُ في التلمودِ مصدرُها،

‏ذلٌّ تحزّبَ، ينهيني، ويذبحـــــــــــــني

‏أنا اليتيمُ بلا صــــــــــــــــــدرٍ أعانقُهُ،

‏أنا الســــــــــــجينُ بلا حضنٍ يطوّقني

‏دمشـــــــــــــــقُ نبعُ حنيني لا مزاودةٌ،

‏حمصُ البكاءُ عن الأمواتِ تســـــــألني.

‏هلْ ضــاعَ في قببِ التزييفِ حاضرُنا،

‏باعوا الطهارةَ للأنجاسِ في العلــــــــنِ.

‏ميســـــــــونُ كانتْ على البهتانِ نائمةً،

‏قبلَ الصلاةِ على الأعقابِ تعرفنـــــــــي.

‏بالتْ علـــــــــى طرفِ الأخدودِ خائفةً،

‏شــــــــــــقّتْ قميصَكَ من دبْرٍ، لتنقذني.

‏ناموا الكهوفَ، وخلفَ البابِ حارســهمْ،

‏شــــــــــــمسٌ تقلّبُ كلباً جاءَ، يقضمني.

‏يا منْ تحاربُ في الشـــــــــيطانِ ذاكرةً،

‏من يقتــــــــــلُ الحقَّ، يغزو البرَّ يفتكني.

‏حـــــــــربٌ تلبّي بغاةَ الأرضِ في فرحٍ،

‏جاؤوا، لينتقموا، والجرحُ يشـــــــرطني

‏يا زينبُ الجرحِ قومـــــــــي لانتقامِ دمٍ،

‏باغٍ (ترنّحُ) والســـــــــــردابُ يشملني.

‏عادتْ إليكِ دروبُ الحــــــــــــبِّ مقفرةٌ،

‏وفي ســـــــــــوادٍ من الإنصافِ تبلغني.

‏ســــــــــــاقتْ قطيعَكَ بالهيهاتِ تحلبُها،

‏نزُّ الصنينِ على الأوراكِ يلعقنــــــــــي.

‏إلى حماةَ ســــــــــــبيلُ الخوفِ نرسمُهُ،

‏تبكي النواعيرُ، طوقُ الموتِ يرعبنـــي.

‏أنا النحيبُ على الأحـــــــــــلامِ أكرمُها،

‏صبــــــــري تجلّدَ في الأعناقِ، يلفظني.

‏الدينُ يلـــــــــــــهثُ خلفَ القتلِ مغترباً،

‏والأرض عطشى، دماءُ الطهرِ تشربني.

‏الجوعُ كونٌ من الأجســـــــــادِ نعصرُهُ،

‏في طفلةٍ خرجـــــــــــتْ للحقِّ تنصفني.

‏كلِّ الحقائقِ ضـــــــــــاعتْ في مكابرةٍ،

‏كلُّ المعـــــــــــــــالم بيعتْ لو تصدّقني.

‏شـــــــــاخَ الضميرُ بكبتٍ، ماعَ قابضُهُ،

‏حكْمُ الســــــــــــــفالةِ في خسْفٍ يقيّدني.

‏كلـــــــــــبٌ يدورُ على الأرحامِ يفتكُها،

‏عبدٌ يبوسُ نعالَ الكلـــــــــــبِ، يجبرني.

‏يجتاحني وطنُ الأمواتِ في ســـــــــــقمٍ،

‏والشــــــيخُ يزرعُ، صبرُ اليأس يشطبني.

‏صاحتْ على وترِ الأوجاعِ يا حلبــــــي،

‏شــــــــــــــرٌّ يفتّتُ في الأحشاءِ، ينهشني.

‏أنا المســــــــافرُ في الصفصافِ بعدَ غدٍ،

‏زادي الدمــــــــــــوعُ على رتْقٍ يمزّقني.

‏جاءَ الخســـــيسُ من الطاغوتِ من عجمٍ،

‏قوّادُهُ قــــذرٌ، والغـــــــــــــــــــرُّ يقتلني.

‏تكالبتْ أمــــــــــــــمُ الأعراقِ في قرفٍ،

‏طفلٌ ينادي خلاصاً كانَ يســــــــــكنني.

‏هذا العــــــــــــــراقُ من الأفّاكِ محترقٌ،

‏والشــــــامُ تسبحُ في التمزيقِ يا وهـني.

‏يمرُّ ســـــــــــــــــكّينُهُ في العنقِ يبترُهُ،

‏والذبحُ قانونُهُ، قدْ صــــــــــارَ يحكمني.

‏ســــــــتختفي ضحكاتُ الخزْي ساخرةً،

‏ويخرسُ الباطلُ النعَّاقُ في وطــــــــني.

‏ويشرقُ النورُ وضاءً يبثُّ ســـــــــــــــناً،

‏على مشــــــــــارفِ نصرٍ،، غاليَ الثمنِ.

‏نعم، نُجرَّعُها كأســــــــــــــــاً مضرَّجةً،

‏معينُها المسْـــــــــــــــكُ فوَّاحٌ من الكفنِ.

‏أقمتُها ســــــــــــــــجدةً للتيهِ في رئتي،

‏في زفرةِ الحزنِ فانســـــابتْ، لتشهقني.

‏صياغةُ الموتِ أعيتْ حبـــــــــرَها لغةٌ،

‏ولكنةُ الجرحِ تحييـــــــــــــها، وتنزفني.

‏هذي البلادُ شـــــــــــــهيدٌ، كيف توقفُها،

‏في الصــــــــرخةِ اقتلعتْ رعباً يزلْزلني.

‏هذي البلادُ أنا، جدّي ،أبي، ولــــــــــدي،

‏فاعبرْ على جســـــدي، إنْ كنتَ تسلبني.

‏هذي البلادُ صـــــــــــلاةُ اللهِ في كتبٍ،

‏فارفعْ يداً، كي ترى الإصـــرارَ يدفعني.

‏يا أرضُ يا قدرَ الإنســـــــــانِ في ألمٍ،

‏ســـــــــــــتفتحُ الفجرَ من قيدٍ يكبّلني.

قصيدة: قدَّ من دبْرٍ

‏من ديوان وطن للحقيقة والموت

أحمد عبدالرحمن جنيدو – سوريا

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s