من منفى إلى منفى تعود..
هاهي المنافي التي منحتك الطمأنينة دهراً، خذلتك وعدتَ إلى منفاك الجوهري ساكتاً عن الكلام الذي منحْتنا أجمله وغفوْتَ بَعْدَهُ دون قصد.

في منافيك أيها الجميل، كان الوردُ أقل، وكان مديحك للظل العالي يأخذ مداه في الصبوات ويهتف في الحياة كيفما يشاء. لكنك أيها الصيّاد وأيها الطريد، أيقنتَ بَعدها أن لا شئ يهرب منك، حتى الموت الذي كان هاجسك في الكلام، وكان يسبق القصائد الخِتام في الياسمين.
غمرك الموت أيها الغريب، و”ميموريال هيومان” يبحث في القلب بجيشه الأخضر عن “الأبهر” العنيد الذي يختبئ بين الأوجاع ويفتك بمفردات الحنين إلى قرية “البروة” أُم الطفولة ومنشدتها الأزلية في الغياب.
*********
مقطع من مقال طويل كتبه القاص والروائي الليبي الأستاذ سالم الهنداوي في رحيل صديقه الشاعر الكبير (محمود درويش) نُشر في أغسطس 2008 في عددٍ من الصُحف العربية.
سالم الهنداوي – ليبيا
