أبكي على الأشجارِ لحظةَ قطعِها
وأضيقُ إذْ يتوجّعُ المنشارُ
ما كانَ صوتُ النّشر إلّا آهةً
كُتِمتْ فصمتُ العاشقينَ دمارُ
إنّي أحسُّ الطّرْقَ فوقَ أضالعي
أنّى يُدقُّ بقسوةٍ مسمارُ
وأشاركُ الجدرانَ وحشتَها إذا
غابَ الرفاقُ وغادرَ الزّوارُ
الحبُّ أنسن كلَّ ما حولي فلا
عجبٌ بأنْ تتكلّمَ الأحجارُ

يا صاحبَ الفرسِ السبوقِ سينتهي
بكَ دونَ ما أمّلتَهُ المضمارُ
إنّ الأنوثةَ نفحةٌ عِلويّةٌ
مثلُ الصّلاةِ وحقُّها الإكبارُ
الوردةُ الأنقى عبيراً تنثني
دلعاً إذا ما مسّها عطّارُ
بالحبّ تَفْتَتِنُ النساء وما الهوى
ممّا يُباعُ ليكسبَ الدّينارُ
يتنافسُ العُشّاقُ في أشواقهم
والمالُ خلفَ حُروبِهِ التُّجّارُ
السوقُ ساحُ النّافشينَ جُيوبَهم
في حين قلبي مسجدٌ ومزارُ
فمِنَ الرجولةِ أنْ تفيضَ سماحةً
مهما أُثرتَ وهكذا الأبرارُ
أضحكْ على عقلي فتلكَ طبيعتي
كُنْ أنتَ ماءً إنْ طغتْ بي النّارُ
كُنْ عاشقاً صرفاً لتعبُرَ حاجزي
وأمامَ خيلِكَ تُهدمَ الأسوارُ
فمتى نفكّرُ في مكابدة الندى
حتّى تميلَ للثمِهِ الأزهارُ ؟!
أو نسألُ الغيماتِ عِنْ أحوالِها
أمْ كلُّ ما نحتاجهُ الأمطارُ ؟
جمانة الطراونة – الأردن
