عيون صدئة – أحمد شوقي بشير- السودان

‏أرى في الطفلِ عُكّازًا وكهلا

‏وأبصرُ في عيونِ الضوءِ ظِلا

‏وألمسُ داخلي حجراً تنامى

‏وألمحُ زهرةً في الروح ذبلى

‏أقول: “هلال هذا الليل بدرٌ

‏تناقص بالبكا وغدا أقلا”

‏أقول: “ظلام هذا الليل نورٌ”

‏وأجزع كلما قمرٌ تدلّى

‏لماذا كلما قالوا: “جمالٌ”

‏صرختُ بملء هذا القبح: “كلا”؟

‏كأني لا أرى حولي جمالًا

‏كأن الكون كابوسٌ تجلّى

‏كأني أبصر الأشياء حولي

‏بعينٍ ترتدي الأحزان كُحلا

‏أحلِّق في ضياعٍ دائريٍّ

‏وأهبط كلما حلقتُ أعلى

‏يحاصرني هواءٌ من فناءٍ

‏وتسري في الوريد دماء قتلى

‏كأني إذ وُلدت رأيتُ موتي

‏فصرتُ الموتَ أجزاءً وكُلا

‏وعشت العمر أقتنص المراثي

‏وأفرحُ كلما فرحٌ تولّى

‏أمزّق كل خارطةٍ لنورٍ

‏وأعتنق الظلام لكي أضِلّا

قصيدة: عيون صدئة

‏ أحمد شوقي بشير- السودان

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s