قذفوا بِكَ السّرْحَان وهوَ مُبرّأٌ
وطَلَوا قميصكَ بالدمِ الكذّابِ
ورمَوْكَ في جبٍّ الخطيئة طاهراً
واستبدلوكَ بعصبةِ الأذنابِ
ماكنت أعرفُ ما اعتراكَ من الأذى
لكنَّ صوتكَ حين صحتَ أتى بي،
فرأيتُكَ المَحمولَ بين متاعهم
ورأيتني المَوْتورَ في أحبابِي

لم أنسَ نعلي حين جئتكَ حافيا
قُطِعَتْ لكثرةِ جيئتي وذهابي،،
أو كنتُ مجنونًا أخبّ بمشيتي
لكنَّ فقدَكَ قد أطاشَ صوابي،
لم أبكِ مانزلت لفقدكَ دمعةٌ
جفّتْ لهَولِ فجيعتي أهدابي ،
مابالُ صوتي لايجوزُ حناجري
ما بالُها اشتعلَتْ عليَّ ثيابي،
أتظنُّ من فقدوك مثلي رُوِّعوا ؟!
شتّانَ بين مُصابِهم ومُصابي ،
صحراءَ بعَدَكَ ليسَ يُسمَعُ داخلي
إلّا عويلٌ ، أو عواء ذئابِ
هذا قميصُكَ بالدّماءِ مُضرَّجٌ
وضياءُ مجدِكَ في رحابكَ خابي،
هذا نجيعُكَ فوق ثوبكَ يابسٌ
يا دُرَّةَ الإخوانِ والأترابِ ،
يا مُشعِلاً يومَ الرّحيلِ لفقدهِ
بفؤاديَ المفجوعِ عودَ ثِقابِ ،
مامرَّ ذكرُكَ في الصّباحِ أو المسا
إلّا وزاد تصدُّعي وخرابي،،
زكي العلي – العراق
