بعيدون جِدًّا
أجيءُ ..
من الأبدِ الشاحبِ
ومن سفَرٍ ضاقَ بالغائبِ
أجيءُ ..
أفكُّ السلاسلَ عن بريدٍ تلاشى مع الكاتبِ
وتفضحني الأرضُ
حيث يباسي أبى صُحْبَةَ المطَرِ الكاذبِ
متى سوف أخرج من ورطةٍ
وقصرُ جهاتي بلا حاجِبِ ؟!
أنا شاعرٌ روحُهُ تَمَّحي
كما تَمَّحي ضحكةُ الغاضبِ
يقولُ الوشاةُ ستهربُ عمرًا :
ويُذكي الوشاةُ دمَ الهاربِ
بعيدون جدًّا ..
وإني أرى عدوي يناجي خطى صاحبي
وكيف رأيت الجحيم هنا
يُفَرْدِسُ ظلْمَ الأسى الغاصِبِ ؟!
ولا وجه يعبر ..
كلُّ المرايا تفيض بحشرجة التائبِ
وكلُّ المرايا تعيبُ أنايَ
فكن ثوبَ طهرٍ أيا عائبي
ولوَّحتُ بالشجرِ اللا ينامُ
بذاكرةِ الفأسِ والحاطبِ
ولوَّحتُ بالقهقهاتِ التي
تضجُّ بيتمٍ – هنا – صاخبِ
ولوَّحتُ
لوَّحتُ
كدتُ أراني على قدَرٍ ذاهبٍ/آيبِ
وأعرف أنَّ الطريقَ إلى فنائي
لذيذٌ على الناهبِ
حسن عبده صميلي – السعودية
