أتمضيِ؟
وتنسَى الّذي كنتَ يومًا
تُـسمّيهِ حُـبّـا
وتنسى
وُرُودِي الّتي أنبتتها
يَـداكْ
وتَـنسَى
بياضًا عليه كتبتَ القصيدَ
وكنتَ تُـغنًِي
وتهمسُ للخالِ رِفْـقًا
ففِي الخَـال لَيلٌ
أعارَ النّجومَ ضِيائِي
ودربًا طويلًا
هَـوته خُطاكْ
أتمضي؟
وتنسَى عُـطورِي
وتنسَى بأنّي جميعُ النساءِ
وأنّـكَ في الحُـبّ طفلٌ
أضَـاعَ الحسابَ
وعَــدّ الشّـهورِ
وَتَنسى حُقُولِي
ورمّانةً تستلذّ شفاك
وتنسى المياهَ التي راودتكَ
وأنت تعيدُ إلى النهرِ وجهي
لعلّي أراك
أتمضي؟
وتَنسى خُطوطًا بكفّي تقولُ
أنا البرتقالُ
وحُـزني سَـيُضحِي
مواويلَ شوقٍ
لعينيكَ
لِـلَّوزِ حِين يُضيءُ
على شفتيك
لكلّ التفاصيلِ في رَاحَتَـيْنَا
وأنتَ تعودُ إليكَ
إلَـينَـا
إلى طفلةٍ قد أتَت مِن
صِـبَـاكْ
أتَمضِي
وتَنسى لَـهِـيبًا بِـنَـاري
وتنسى
هناك
بِـرُكنٍ قَـصيٍّ بقلبِي
بِدَاري
أضَعـتَ عَلى شُرفتِي قُبلَتَـيْن
وبعضَ حَـريق
ونحنُ نصلّي إلى الشًمسِ
حتّى تُـعيد إلينا
بَـقَـايا شَـهِـيق
مَـواعيدَنا
فَـوقَ ضَـوْءِ النّجُوم
وكَـمْ فوقَـها كُـنتُ أهْـوى
لِـقاكْ
أتمضي؟
ومَاذَا أقولُ لشوقِ الكَراسي
لبُـستَانِ شِـعرِي
لوَردِي لآسيِ
لتِلك المَـرايا الّتي حِينَ تأتي
بِـعَـينِي تَـراكْ
وحِين تَـمُـرّ
تذوبُ تذوبُ
فمِنكَ تعلّمتُ أنّ المرايَا
كَـقَـلبِي تَـرِقُّ
ولَكِـنّها تستحيلُ شظايا
وجُـرحًـا عميقًا
دَمًـا
حِـينَ تَـمضِي
وتَـنـسَى
رُؤَاكْ
جهاد المثناني – تونس
