مراجيحٌ تَذكَّرها الوحيدُ
فعذَّبهُ بها أسفٌ شديدُ
على أملٍ قريبٍ جاءَ يلهو
فأدركَ أنَّهُ أملٌ بعيدُ
كبرتُ وورطتي أني كبيرٌ
على العشرينَ بي شيبٌ عنيدُ
سئمتُ الرشدَ هذا الرشدُ عينٌ
تُراقبني فأفعلُ ما تُريدُ
أخافُ من التَّسلُّقِ نحوَ كهلٍ
وخوفي إن بدا يومٌ جديدُ
أريدُ العَودَ حيثُ أقولُ جهلًا
إلاهي كيفَ جئتُ؟ وما العبيدُ ؟
لذاكَ الطفلِ لا يدري لماذا
على الكَتفينِ لا يَغفَ الشهودُ
لصمتٍ كانَ أكثرهُ سؤالًا
-عن الأشياءِ- ما هذا الوجودُ ؟
بوقتٍ لا حزينَ هنا بصدري
صغيرٌ قبلَ يقتلني القصيدُ
قنوعٌ عندما كانت صيودٌ
تحومُ فلا أجوعُ ولا أصيدُ
أريدُ سؤالَ نفسي من جديدٍ
سؤالًا لا يخالطهُ جمودُ
عنِ الدنيا وعن بلدي وعنّي
وعن معنى الشعارِ وما النشيدُ ؟
عنِ الآياتِ عن حبلٍ بجيدٍ
وكيفَ يحبُّ هذا الحبلَ جيدُ ؟
وما معنى الغزالةِ في المعاني؟
وما معنى ( تستَّرتِ الخدودُ )؟
صغيرًا كنتُ لا أدري لماذا
لأجلِ الشمسِ ينتحرُ الجليدُ
لأجلِ النارِ يصحو ألفُ فأسٍ
وللتكبيلِ تُبتَكرُ القيود
وما نسبي وماذا كان جدِّي ؟
وما تعني العروبةُ والحدودُ؟
أريدُ العودَ حيثُ تَركتُ طفلًا
على العتباتِ يُتعبهُ الصعودُ
أحاولُ أن أشمَّ ترابَ حقلٍ
بذاكرتي، فيقطعني الشرودُ
بريئًا جئتُ للعشرينَ أبكي
فودَّعني على الماضي شهيدُ
فجدَّ بداخلي من غير طبٍّ
جروحٌ لا يفارقها الصديدُ
عبدالله المالكي – السعودية
