ملاذ عينيك يكفينا لنجتمعا
ونستقل بجفن قطُ ما دمعا
ما انفك يمسك من أيامنا وطنا
بين المنافي (يسوّي)بيننا الوجعا
ويحبس الماء عن أرض (محايدة)
في نهر خديك ما أبقت لنا طمعا
ما في سياستك العليا سوى أجل
يحدو سرابي وطيني بعد ما قنعا
وموقفي الأممي اليوم منفرد
بلهفتي فلو اني جعت ما شبعا
دعي لعينيك إكمال المسير بنا
لساحل في جروحي ينثر البجعا
تعبتُ من رحلة المعنى بلا أمد
وعدت دون يقين أحفر الخدعا
ووحشتي ككتاب فاض أسئلة
بالمدركات ولكن أحسن البدعا
يا صرخة الخلد في جلدي ويا لغة
في مهد تلويحتي لم تعرف الفزعا
أنا الشتات الذي لا أرض تحمله
إلا ليولد في أحضانها.. جزعا
مشى على وجهه والأرض مثقلة
بثوبها وهْي تضفي فوقه الرُقعا
وتاه في كل روح حين شع له
في نارها ثدي أمٍّ منه ما رضعا
حتى أفاض إلى الأموات منهمرا
على الشكوك فلا استخفى ولا اندلعا
نجا طويلا كإيمان بلا عمل
وضاع حتى يلاقي منه ما وقعا
كأن للريح في أطرافه شفة
تقتص منه إذا لم يُهدِها تبعا
وهاهو الآن منذور لأوبته
كالمشط يؤسفه أن يعبر الصلعا
وفي حقائبه نأي وأحصنة
من الدمى لم تجد طفلا ولا دلعا
ظل الهروب إلى اللاوعي يوقظه
ليملأالغفلةالكبرى بما وسعا
وظل في صوته للعشق مئذنة
تعنو لمن حمدالرؤيا ومن سمعا
في غمرة المأتم الكوني يدهشه
أن تعلني العيد أو تستغفلي الجُمَعا!
قصيدة: كتاب النائي
عوض بن يحيى – السعودية
