كتاب النائي – عوض بن يحيى – السعودية

ملاذ عينيك يكفينا لنجتمعا

‏ونستقل بجفن قطُ ما دمعا

‏ما انفك يمسك من أيامنا وطنا

‏بين المنافي (يسوّي)بيننا الوجعا

‏ويحبس الماء عن أرض (محايدة)

‏في نهر خديك ما أبقت لنا طمعا

‏ما في سياستك العليا سوى أجل

‏يحدو سرابي وطيني بعد ما قنعا

‏وموقفي الأممي اليوم منفرد

‏بلهفتي فلو اني جعت ما شبعا

دعي لعينيك إكمال المسير بنا

‏لساحل في جروحي ينثر البجعا

‏تعبتُ من رحلة المعنى بلا أمد

‏وعدت دون يقين أحفر الخدعا

‏ووحشتي ككتاب فاض أسئلة

‏بالمدركات ولكن أحسن البدعا

‏يا صرخة الخلد في جلدي ويا لغة

‏في مهد تلويحتي لم تعرف الفزعا

‏أنا الشتات الذي لا أرض تحمله

‏إلا ليولد في أحضانها.. جزعا

مشى على وجهه والأرض مثقلة

‏بثوبها وهْي تضفي فوقه الرُقعا

‏وتاه في كل روح حين شع له

‏في نارها ثدي أمٍّ منه ما رضعا

‏حتى أفاض إلى الأموات منهمرا

‏على الشكوك فلا استخفى ولا اندلعا

‏نجا طويلا كإيمان بلا عمل

‏وضاع حتى يلاقي منه ما وقعا

‏كأن للريح في أطرافه شفة

‏تقتص منه إذا لم يُهدِها تبعا

وهاهو الآن منذور لأوبته

‏كالمشط يؤسفه أن يعبر الصلعا

‏وفي حقائبه نأي وأحصنة

‏من الدمى لم تجد طفلا ولا دلعا

‏ظل الهروب إلى اللاوعي يوقظه

‏ليملأالغفلةالكبرى بما وسعا

‏وظل في صوته للعشق مئذنة

‏تعنو لمن حمدالرؤيا ومن سمعا

‏في غمرة المأتم الكوني يدهشه

‏أن تعلني العيد أو تستغفلي الجُمَعا!

قصيدة: كتاب النائي

عوض بن يحيى – السعودية

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s