لا يليق بك النّسيان
أمثالك لا بدّ لهم من ذاكرة من ياسمين ،محفوفة بٱرائك من خيزران رتّبت على طراز عتيق ، في طبيعة متوحشّة الإخضرار ، على مرمى ابتسامة تعيد لمعة لبوبو عين اللّيل ،ذاك الطّويل جدّا ،حين تغيب نجومه ،الغارق في الحلكة حدّ الهوّة ،،،
أمثالك لا يمكن تركهم على سبيل حديث عابر ،
بل لابدّ أن يكونوا جوهر الحكاية ،كأبطال روايات
الحرب ، لا يستقيم اعلان الانتصار على العدّو بلا سرد تفاصيل مغامراتهم العاطفيّة ، ،ولا براعة خططتهم ،ولا مهارة تصويب سيوفهم ،ولا حنكة التٌخفّي في الخنادق ،
أمثالك يلزمهم ورق البرد ، ومسمار أكاديّ النقوش على جدار الزّمن ،و كأس كليوبترا المنّكه نبيذه باللولو ، ليثير حيرة السوال عن ماهيته ، وعن سرّ الغموض الذّي حوى ثرثرة الاجابات ، المتلاشيّة
في وهج اساطير ، برعت في دمج معدن الشكّ باليقين ،وواقعة الحقيقة بالخيال ….
أمثالك تليق بهم …. ذاكرة من طين ، كلّما بلّلها ندى نورك ازهرت في الفلات نجمات ، تتناثر على رقعة
الاحتمالات ،،
_أمثالك خطّوا في الدروب الحانا معزوفات استانس بها المشرٌد وقلبه العليل ، واستنار بها بحارّ حين كسر مجدافه وانطفأ له القنديل ،،
_أمثالك تليق بهم ذاكرة مخمليّة تحميهم من صدأ النسيان ..
سعيدة محمد صالح – تونس
