على جميعِ قياماتي سنختلفُ
أنا وأنتِ وشوقٌ بيننا دنِفُ
يا مجدليّةَ أوجاعي التي شهدَت
موتي، وتاهت بها عن مبعثي الصُدَفُ
لا معمدانَ بماءِ الوردِ يغسلُنا
من طينةِ البدءِ حتى يَنطقَ الخزَفُ
وللخطيئةِ فرودسٌ جُننتُ به
حتى غوى القلمُ الكونيُّ والصُحُفُ
لا تطلبي الآن إلا نِصفَ معتقَدي
فليس من بعدِ برهانِ الهوى شغفُ
تمشي الظنونُ على جلدي وقد صلبوا
عقلي على الوهمِ فاهتزّت به التُحَفُ
والركضُ في جهةِ المجهولِ ينزفُني
لحنًا ويعزف للتالينَ ما عزفوا
في غربةٍ تسحب المعنى بموطنه
إلى منافٍ بحجمِ النأيِ تزدلفُ
يومي الأخيرُ كنهرٍ فاض من أزلٍ
بالأحجياتِ ولم تأبه به الضففُ
وموعدي في مهبِ العطرِ عاصفةٌ
إذا انحنيتُ لها لامتنيَ الكتفُ
مستسلمٌ لشتاتِ النبعِ في لغتي
لو أنني منه ظمآنٌ ومرتشفُ
وعاشقٌ لاحتمالاتِ الوصول غدًا
إذا توقّفَ في أعصابيَ الهدفُ
أطوي المجازٍ كأغراضي وأحملُه
في دفعتين لكيلا يَثقُلَ الأسفُ !
وأدخلُ النأيَ من أصفى مداخله
كأن بيداءَ حدسي في المدى غُرَفُ
ما في غنائي الذي أهدرتُ رائحةٌ
من جنةِ الخلد لكني به كِلِفُ
أُعطيه مفتاحَ سلواني ليغفرَ لي
سيرًا على الماءَ لا ينبو له طَرَفُ
ستعبرين على رؤياه أوردتي
إلى صميمِ خشوعي وهْو مرتجفُ
ونشوةٍ تشعلُ الأزمانَ في جسدٍ
مثلِ الأساطيرِ تستخفي به النُطَفُ
لتملئي الليلَ من أكوازِ لهفتِنا
بقصةٍ ما لها ياء ٌ ولا ألِفُ ..
تدنو السماءُ إلينا في بدايتها
وفي نهايتِها… بالوهمِ ننصرفُ!!
قصيدة: شتات النبع
عوض بن يحيى – السعودية
