مُــدَّ الْحَـنيــنَ بـِلادًا والْهَــوى أُفُقــا
وصـاحِب الليْـلَ في عَيْنيَ والطُّرقا
وسّــعْ مَــدارَ جُـنــوني وابْتَكِـرْ لَهَفًا
يَـدورُ حَــوْلي إذا نادَيْــتُ مُحْتَـرِقـا
أحْـيِ الْمَجــازَ ولا تَبْخــلْ عَلى لُغَـةٍ
بِغَيـْـرِ أسْطُــرِك الْبَيْضــاء لَـنْ تَثِقــا
أطْلِقْ جَناحَيْـكَ للتَّحْليقِ مِلءَ دَمِ
َبعْضٌ مِـنَ الْحُــبِّ لا يَكْفـي لِنَـأْتَلِقـا
الآنَ لا مَنْطِقًــا فِـي الشَّــوقِ نَتْبَعُـهُ
فتِـلْـكَ فِـطْــرَتُنـا .. لا نَتْبَـــعُ النَّسَقـا
وعَــدْتُ قَلْبَــكَ أنّــي حيــنَ ألْمَسُــهُ
سَيَعْشَـقُ الْغَوْصَ في كَفَّيَّ والْغَرَقَـا
وأنَّنِـي لَوْ رَسَمْـتُ الْوَجْــدَ سَوْسَنَـةً
سَيَكْتَـوي بِنَــداها كُـلُّ مَــنْ عَشِقــا
عَلـى ذِراعـي يَنَـــامُ الْـحُــبُّ لَيْلَتَــهُ
ويَـسْـتَـفـيـقُ مِــنَ الآلامِ مُـنْـعَـتِـقــا
فَيَضْحَـكُ الصُّبْحُ حَتّى أنَّ ضِحْكَتَهُ
تَكــادُ تَنْثُــرُ مِــنْ أفْـراحِهـا الْعَبَقـــا
خُـذْني لآخِـرِ ما يُغْريـكَ مِـنْ شَغَفٍ
حَتّـى تُعيـــدَ إلـى أبْيـــاتِـيَ الْأَلَقـــا
فمُـذْ أَسَرْتُــكَ فـي أَحْضـانِ قافِيَتي
مـاعُـدتُ أذْكُـرُ مَنْ فينا الّذي سُرِقا
هَبْ لي على قَدْرِ هذا الْعِشْقِ مُعْجِزَةً
تُحَيِّـرُ الْحِبْــرَ لوْ تَنْســابُ والْـوَرَقــا
وتُرْهِــقُ النّــاسَ لوْ مَــروا بِأَحْـرُفِها
وتُسْحِــرُ الْكَــوْنَ لو يَومًـا بها نَطَقا
إنّـي سَـلـيـلَــــةُ أشْـعــــارٍ مُـنَـزَّلــــةٍ
مِــنَ الْغَــرامِ الـذي مـا مِثْلُـهُ خُلِقــا
أُريــقُ نَــــزْفَ خَيــالاتٍ مُؤَجَّـلَــــةٍ
حَـتّى أصُــبَّ عَلى هــذا الْبعادِ لِقا
ومِـنْ رياحِــكَ بـي نَبْـضٌ أُراوِغــــهُ
مازالَ يرْحَـلُ في أرضِ النَّـوى قَلِقا
وبــي حَنيـــنٌ إذا أخْـمَـــدتَ أوَّلَـــهُ
يَظَــلُّ آخــرُهُ فــي أضْلُعــي نَـزِقـــا
فِـرْدَوْسُ روحِـكَ في جَنْبَـيَّ أحْمِلُـهُ
فاخْتِمْ على الْقلْبِ بَعْدي واغْلقِ الْحَدَقا
أنا التـي قُلْــتُ للعشـــاقِ سِدْرَتَهُــم
وأنـتَ وحْـدَكَ مَن جاوَزْتَ مُنطَلِقـا
وهبتُــكَ الشِّعْـرَ مُذْ أدْرَكْـتُ فِتْنَتَــهُ
وأعْذَبُ الشِّعْرِ يا بن الشِّعرِ ما صَدَقا
قصيدة: حَــنينٌ لِأَسْــطُرِكَ الْبَيْضـــاء
هبة الفقي – مصر
