هدوء الصباح الجميل
الموشّى بزقزقة العصافير
مستوحىً من مُحيّاكِ الغافي
النؤوم الضحى
في المرايا أشرق وجهي على صِباً مفقود
كبكارة الواحات ،
حين استحمَّ نخلها بالمطر الآيب من غيبته
في هزيم الصحارى
تراكِ السماءُ سماءً والمدى أُفقاً ،
فيُمرِعنَ الحنُاء
لكفوف ضراعة الأرض والرمال الكئيبة
ويُسْفِرنَ عن قزح اُلهِمْنَهُ
من اخضلال الرؤى فيكِ
المزهر باختزال الصور
في مفردات النضارة
والمعاني الفريدة
وأشاح الشوق عن نبضه – في مساء همس الحقول –
ليسألني عنكِ ..
ودنى البدرُ قاب قطاف اليدين
على متكأ الرمل
ليتجلّى بكِ
ورواكِ الخرير في دفق النبع والجداول في ارتشاف ظمأ الأديم
وهذيل اليمام في مقيل آب
بين ظلال الجريد الوريف
والأغاني الشجيّة في رِهاف الوله
بأماسي الشعر
وليل العاشقين في شتاء الندامى
وارتحال الظعين
وفي التوق الشاخص في دمي لذكراكِ
إذ يعروه الدفء على مواقد البيد
في سمار الرعاة
ياملهمة البزوغ للآمال المهيضة
في جُنح الحرب والخراب والأذى
لتستعيذ الحواس لذاذة المذاق
من مرارة غيابات التيه والفقد
زمّليني من تلاوة ما أوحى خيالك في نُسكي
حين اصطفى أُمْيّة اللغة الخجولة
من دهشتي الحيرى
والخبيئة في فزعي الوجيع
بيباب الوأد ومغار الحنين
فما عُلِّمتُ الشعرَ
وما ينبغي لي
ولا أنا بقارئ
قصيدة: نبوءة الرضا
المهدي الحمروني – ليبيا
