يا لقاءً في أُخيَّات الصفاءْ
كيف لم تَمنَحْ لمحبوبي الدَّواءْ
كيفَ لم تمسح على أوجاعه
هل يجف النَّبعُ في فصلِ الشِّتاءْ ؟
يا جُنونَ الشّعر يا أنشودةً
رددتها الروح في عمق الرجاء
أَقبِلي فالليلُ أرخى ثَوبَهُ
وتدلَّى الشَّوق من صَدْرِ السَّماءْ
أسكبيني بيت شعرٍ ساخِنٍ
واشربيني في كؤوسٍ من مساءْ
وتماهي مع حروفي واثملي
واذيبي التوت في خَمْرِ الشَّقاءْ
حُمرَةُ التوتِ دمارٌ شامِلٌ
وجداري مُستَعِدٌ للقضاءْ
فجِّري الخوفَ بقلبي واصنعي
من ركام الذَّنب عيداً للجلاء
هذه الأرض التي استعمرتها
لم تكن دوماً مَراحاً للظِّباءْ
كنتُ بُستاناً سياجي مُشرَعٌ
وينابيعي مَشاعٌ للدِّلاءْ
لا تُعيديني لنفسي خائِباً
بَعد أن زالتْ جُيوشُ الكبرياءْ
حُقَّ في الدّستورِ أن لا تحكمي
قبل شَنق الضَّعفَ في سجن الحياءْ
قصيدة: كؤوس المساء
جاسر البزور – الأردن
