ضحكتُ مع المُتَنَبِّيْ
بُكا
وعندَ نُهوضِي
عليَّ اتَّكا
فأفضَى إليَّ بأنَّ المياهَ تُدَمِّرُ
إنْ لم تَجِد مَسلَكا
وما في السرابِ
لطُلَّابِهِ
سِوَى بُعدِه
كلما أَوشَكَ
وسار معي
في أناسٍ هَواءٍ
كأنْ لا زمانَ،
كأنْ لا مَكا..
وكانَ احتفالٌ،
وراءَ احتفالٍ،
وراءَ سواه،ُ
وكانَ..
وكا..
نجاوزُ من زِينَةٍ
زينةً تَبُزُّ السَّما
نَيزَكًا نَيزَكا
إلى أنْ بَلَغنا نهاياتِها
بعرفانِ من شافَ
حينَ حكى:
مجالسُ لمّا تَزَل،
ودوابٌ بها
لم تَزَل رُكَّعًا
بُرَّكا
على كلِّ بابٍ
لهم فارِزٌ
فمَن مرَّ مَرَّ،
ومَن لَم(..؟)
شَكَا
على أنهم
من حبالِ غسيلٍ
أصابوا من الأسودِ الأَحلَكَ
كأنَّ الملابسَ
رَسمِيَّةً
ستجعلُ من طُحلُبٍ
لَيلَكا
ولكنَّهم
في النشازِ استَووا
عدا واحدًا
قامَ فاستَدرَكَ
فصاحَ أبو الطيِّبِ المتنبي:
أليس بمصرَ سوى ذلكَ؟!
فقلتُ:
أولئكَ نُقطَةُ ‘نُونٍ’
وليسَ على مدخلِ ‘النونِ’
’كا..’
قصيدة: مع المتنبي
محمد ملوك – مصر
