غربة – بسام المسعودي – اليمن

‏غربة

‏أنا رتل غُربة

‏وكومة ضجر

‏لم أبلغ بعد فضيلة

‏الرقص

‏فوق أنات روحي

‏فأنا كدر بلاد وثورة جسد

‏أناي ملاحم وجد

‏تتراص على رفوف ذاكرتي

‏قصصاً أقرأها على صغار

‏ذهني.

‏أنا الذهن البارع في

‏اللا ذهن

‏نصف مدينة،

‏قهر قرية

‏وجُرم وادٍ

‏لم يطعمه الجبل سيله

‏أنا مدد الخراب

‏في حقول يدي

‏وحفلة الـ(أنا) داخل

‏قاعة الحرب.

‏أعيش في بلد يموت

‏بصمت

‏نصوصه الموت

‏وبلاغته

‏متاريس

‏الحرب

‏بلدٌ غريب في رغبة

‏الحياة

‏ترتبه ميازيب الشتات

‏وتطرزه شظايا

‏القذائف.

‏بلدٌ تخومه الرضا

‏الآفل

‏وعمقه شواهد القبور

‏تسكنه بطون الجوعى

‏ويلبس

‏قلائد النزوح

‏بلدٌ عجيب

‏البحر وفرته

‏جباله خزانة الحطب

‏والنار

‏بلدٌ يعرفُ الله كثيراً

‏ويعصيه أكثر.

‏أبدو كقاع البحر

‏تسكنني السفن الغارقة

‏الشعب المرجانية

‏والكثير من الأسماك

‏نبضي نزوة مد نحو

‏التائهين

‏أنفاسي تقود الموجة

‏وأهاتي عزف الريح.

‏تعيش روحي

‏بين الأسماك ومليئة

‏بالملح

‏وفوق الموجة

‏تبدو كفقاعات تذرفها

‏عرائس البحر

‏ولا تلمحها المراكب التائهة

‏أو غرقى الجزر والريح.

‏لا أجيد السباحة

‏وأجيد الغرق

‏أجيد الوصول للأعماق

‏جيداً

‏الوصول لقاع الأرواح

‏أبدو كموجة

‏وأحياناً خفة ريح

‏وأحايين طُعم على

‏سنارة صياد.

‏تملأني فوضّىٰ الأخيلة

‏تجعلني أتارجح بين دُلجة

‏الليل

‏وبين تؤدة نفسه الطويل.

‏أُمازح سُخْفَ أنفاسي بنفثِ

‏شخير مكتنز داخل

‏حاجتي للنوم

‏فأتقلب مثل ريح شاردة

‏تحرس

‏مناحل روحي الواسعة

‏بلا خيبة حبيبة ولا شوق

‏لصديق هدته

‏شكاوىٰ حبيباته.

‏صديقي مواعيد للآسف

‏وكلما بسطتُ له

‏كفي

‏مد لي بلقيمات المعذرة

‏من نفسه الصدئة

‏يجمـع وجهه بين يديه

‏يصفع شروده ويغسلها

‏بملح عينيه.

‏أنا يدُ ريحٍ فالتة،

‏تثقبُ فراغُ النُزه

‏وتَرتِقُ جيوب الغيمِ

‏وجمعٌ غَفيرٌ من الأمزجة

‏أناديني عدْ كي لا تتسعُ

‏ثقوبَ جموعك.

‏أنا رضا حُطامٌ تفلتَ

‏من تجاعيدِ

‏عجوزٍ ضََجر

‏كان يمضغُ صفير َالوجعِ

‏فصارَ حطامُ الرضا.

‏صِرتُ مُزحةُ ليلٍ تتلوها

‏أمُهات (المشاقرِ)

‏تجوعُ بطونها يوماً

‏وتشبعها (ملالات) القُرىٰ

‏وعزفُ حرفٍ وحبرُ جدار ٍ

‏يرتطم به ظلي،

‏مثلي لا يحِبُ ولا رُدهةُ

‏روحه تُحبْ

‏أنا حيٌ فقير يُسكنهُ اللهُ

‏والليلُ والتُعب.

‏أنا أرض شَاخَ تُرابها

‏بين أيدي العطش

‏أرضٌ مُسورة بشوقها للماء

‏حُدودَهَا المأساة

‏ُوالمنفى،

‏يَحرُثها الجفاف

‏ليغرس فيها رماد النار

‏في جوفها حصاد العُمر.

‏وبَقايا مترُوكة

‏داخِل شُرخ اليَاجور المُتراص

‏في جدار حَنين مَهجور

‏عمداً

‏وإرثٌ تَعِّب لشيخٍ هَرِم

‏ماتت عليه تسع أصابع

‏وبقيت العاشرة

‏تحصي جفاف خِلفَته.

‏أنا اللا أحد

‏وبقيتي على رف شجاعتي

‏بالخوف،

‏خفت

‏من الله ذات ذنب،

‏من الحب يوم

‏قرأت (أحبك)

‏داخل صندوق الرسائل

‏من أنثى باهتة

‏ومن القصائد تشكو

‏الحرب

‏وتطهو العشق داخل قلوب

‏ذابلة.

‏خفت من الضوء الوحيد

‏تبعثه القذائف

‏إلى شوارعنا المعتمة

‏ومن السلام

‏كلما تصافح القتلة

‏على طاولة المفاوضات.

‏أنا اللا أحد

‏أخافني

‏وأنا الشجاع بالقصائد

‏حين تحكي

‏عن الحب

‏داخل قلوب النساء العاثرة.

‏ بسام المسعودي – اليمن

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s