غربة
أنا رتل غُربة
وكومة ضجر
لم أبلغ بعد فضيلة
الرقص
فوق أنات روحي
فأنا كدر بلاد وثورة جسد
أناي ملاحم وجد
تتراص على رفوف ذاكرتي
قصصاً أقرأها على صغار
ذهني.
أنا الذهن البارع في
اللا ذهن
نصف مدينة،
قهر قرية
وجُرم وادٍ
لم يطعمه الجبل سيله
أنا مدد الخراب
في حقول يدي
وحفلة الـ(أنا) داخل
قاعة الحرب.
أعيش في بلد يموت
بصمت
نصوصه الموت
وبلاغته
متاريس
الحرب
بلدٌ غريب في رغبة
الحياة
ترتبه ميازيب الشتات
وتطرزه شظايا
القذائف.
بلدٌ تخومه الرضا
الآفل
وعمقه شواهد القبور
تسكنه بطون الجوعى
ويلبس
قلائد النزوح
بلدٌ عجيب
البحر وفرته
جباله خزانة الحطب
والنار
بلدٌ يعرفُ الله كثيراً
ويعصيه أكثر.
أبدو كقاع البحر
تسكنني السفن الغارقة
الشعب المرجانية
والكثير من الأسماك
نبضي نزوة مد نحو
التائهين
أنفاسي تقود الموجة
وأهاتي عزف الريح.
تعيش روحي
بين الأسماك ومليئة
بالملح
وفوق الموجة
تبدو كفقاعات تذرفها
عرائس البحر
ولا تلمحها المراكب التائهة
أو غرقى الجزر والريح.
لا أجيد السباحة
وأجيد الغرق
أجيد الوصول للأعماق
جيداً
الوصول لقاع الأرواح
أبدو كموجة
وأحياناً خفة ريح
وأحايين طُعم على
سنارة صياد.
تملأني فوضّىٰ الأخيلة
تجعلني أتارجح بين دُلجة
الليل
وبين تؤدة نفسه الطويل.
أُمازح سُخْفَ أنفاسي بنفثِ
شخير مكتنز داخل
حاجتي للنوم
فأتقلب مثل ريح شاردة
تحرس
مناحل روحي الواسعة
بلا خيبة حبيبة ولا شوق
لصديق هدته
شكاوىٰ حبيباته.
صديقي مواعيد للآسف
وكلما بسطتُ له
كفي
مد لي بلقيمات المعذرة
من نفسه الصدئة
يجمـع وجهه بين يديه
يصفع شروده ويغسلها
بملح عينيه.
أنا يدُ ريحٍ فالتة،
تثقبُ فراغُ النُزه
وتَرتِقُ جيوب الغيمِ
وجمعٌ غَفيرٌ من الأمزجة
أناديني عدْ كي لا تتسعُ
ثقوبَ جموعك.
أنا رضا حُطامٌ تفلتَ
من تجاعيدِ
عجوزٍ ضََجر
كان يمضغُ صفير َالوجعِ
فصارَ حطامُ الرضا.
صِرتُ مُزحةُ ليلٍ تتلوها
أمُهات (المشاقرِ)
تجوعُ بطونها يوماً
وتشبعها (ملالات) القُرىٰ
وعزفُ حرفٍ وحبرُ جدار ٍ
يرتطم به ظلي،
مثلي لا يحِبُ ولا رُدهةُ
روحه تُحبْ
أنا حيٌ فقير يُسكنهُ اللهُ
والليلُ والتُعب.
أنا أرض شَاخَ تُرابها
بين أيدي العطش
أرضٌ مُسورة بشوقها للماء
حُدودَهَا المأساة
ُوالمنفى،
يَحرُثها الجفاف
ليغرس فيها رماد النار
في جوفها حصاد العُمر.
وبَقايا مترُوكة
داخِل شُرخ اليَاجور المُتراص
في جدار حَنين مَهجور
عمداً
وإرثٌ تَعِّب لشيخٍ هَرِم
ماتت عليه تسع أصابع
وبقيت العاشرة
تحصي جفاف خِلفَته.
أنا اللا أحد
وبقيتي على رف شجاعتي
بالخوف،
خفت
من الله ذات ذنب،
من الحب يوم
قرأت (أحبك)
داخل صندوق الرسائل
من أنثى باهتة
ومن القصائد تشكو
الحرب
وتطهو العشق داخل قلوب
ذابلة.
خفت من الضوء الوحيد
تبعثه القذائف
إلى شوارعنا المعتمة
ومن السلام
كلما تصافح القتلة
على طاولة المفاوضات.
أنا اللا أحد
أخافني
وأنا الشجاع بالقصائد
حين تحكي
عن الحب
داخل قلوب النساء العاثرة.
بسام المسعودي – اليمن
