قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ!.
وِدْيَان ومُؤيّد!.
في مدرسة الشعب بقرية أولاد “بنوير”، كان السّباق على أشدّه بين ِ”وِدْيَان”، و”مُؤيّد” على التّرتيب الأول في الصّف الرّبع الإبتدائي.
ذات يوم رجعت “وِدْيَان” لبيت جدّتها بعد يوم دراسي طويل. وما أن وضعت “وِدْيَان” حقيبتها المدرسية ، في غرفتها ثم قدمت كالعادة لتحية جدّتها وخالاتها، ولم تنبس بكلمة واحدة عن نتيجة الفترة الثّانية.
لكن ياللمُفاجئة فقد وصلت النتيجة للبيت قبل وصولها هي، وعلمت العائلة بأنّ “وِدْيَان” قد تحصّلت على التّرتيب الثّاني، في حين تحصّل “مُؤيّد”، وهو قريبها من جهة الأُمّ على التّرتيب الأوّل.
“وِدْيَان”، طفلة شديدة الذَّكاء وسريعة البديهة ومرِحة، وكلمتها كما نقول في اللّهجة اللّيبيّة، على رأس لسانها، وعند سؤالها بمزحة من جدّتها، ” لماذا يا “وِدْيَان” تحصّلتي على التّرتيب ، الثّاني؟.”. فردّت بكل ثقة وعفوية وقالت:- “شن بندير* لولد خوكم، “مُؤيّد”، فقد أنتزعها منّي إنتزاعاً!”. فضحك الجميع من ردّها العفوي، وأحتضنتها جدّتها، وخالاتها، وقُلن لها ألف مبروك يا “وِدْيَان”، وأعطنها الهدايا الخاصّة بهذه المناسبة، وفرحت هي بذلك كثيراً.
———————
- شن بندير لولد خوكم:
تعني؛ ماذا أفعل لإبن أخيكم!.
عبدالله كنشيل – ليبيا
