في صفحة الآه كان البوح يلتهبُ
يذكي اضطرامَه دمعٌ ملؤه العتبُ
سالتْ به الروحُ والذكرى مكثفةٌ
بالحزن، سحّته حتى غاصت الركبُ
وذرّ معناه في عيني رماد أسى
صحّى خيالي فأمضى الليلَ يحتطبُ
فكم أنينا سلال العمر تحضنه
وكم حنينا سيأوي قلبُه الخرِبُ
عُلّمْتُ في الصمت رشْد الليل فانهمرتْ
بلاغة الليل صمتا ملؤه الصخبُ
سألت: هل يلتقي الضدان في مهج:
حب وحرب وألحانُ الأسى طربُ؟
هل يرقد الدجْن في خدرِ البياض، وفي
ثوب اليقين تُراها ترفلُ الريبُ؟
هل يقرض الورد للود أريج منىً
وتسحب الراءَ من أشواكها العُشُبُ
فكم سيأتي صهيل النار معتذرا
وهل سيصفح عن زلاته الحطبُ؟
بعض السؤال سرابٌ ليس فيه ندى
فكيف يروي العطاشى ماؤه الكذبُ
لا يدرك الحزنُ أن الدمعَ يفهمني
نعم، و يفهمني في حسرتي اللهبُ
قالوا : التفاصيل في ساح الأسى ركضت
قالت: وأعلى الذي في خيلها ركبوا
قصيدة: هل يلتقي الضدان؟
خديجة السعيدي – المغرب
