لستُ المرايَا
وأشكَالي هواجسُهَا
وشاعرًا لم أزلْ
أبكِي فأعْكَسُهَا
وجهي على النهر
قبرٌ
ليس تعرفه
إلا دموعٌ كأحجاري أكدّسها
بقلب طفل قديم
خنت وحيَ يدي
فصرت ألقي أساطيرًا أقدّسُها
أُكَبّر الوقتَ حدّ الوقتِ
ثم إلى
دقيقةٍ لم تزلْ ولهى ألامسُهَا
أمرّ بالعطر مشغولًا برقصته
ووردةٍ خانها ليلًا
توَجسُها
مذَوّبٌ في خيالي
فرط ما احترقتْ
صفاتيَ البكرُ
وافتضت عرائسُها
أزفّ أفكاري الأشياءَ ، أرقص في
مساحة من معاني
نام حارسُها
وأنتمي لكلام مات مذ رحلت
تلك العجائزُ
وارتدّت حوادسُها
فراودت
نيّة عن نفسها انكشفت
” إن النوايا عرايا
حين نلبسها “
هذي البلادُ على قيد النبوّة إذ
فيها من الصبر
من يحتاجُ يونسها
تعمدتني كثيرا كي تصلّبني
وليس تقرعُ أجراسي
كنائسها
دارت رحاها بقمح الشّعب كم زمنًا
كي لا يجوع بليلِ
من يدنسُها
لأطعن الكونَ
يكفي أن أقول : ” دمٌ “
فجثّة الأرض ملقاةٌ فرائسها
سئمت شمعة أحلامي
لأن يدي نارٌ
وقلبي نبيٌّ لا يوَسْوسُها
لأنني في شفاه البحر
شيخ صدى
تقول رملًا
وأصواتي نوارسُها
قصيدة: حواسٌ أُخرى للنّهر
هارون عمري – الجزائر
