إلى أين أيها البدوي إلى أين؟
البراري التي تشبهك
وأحلامك البكر
وذكرى عذبة عشتها معك
وعينيك حين انعكاس الشمس
تلك المدائن لن ترحمك
لن تحصد من ملحها
إلا الخيبة
إبق هناك
حيث الأرض التي أنبتتك
وأغنامك التي كانت شاهدآ علينا
ألا ترى أنها لن تخون
مثلما ستفعل تلك المدينة
إليك سأجئ
إن كنت مغامرآ لأجلي
أنا التي أنهكها خراب المدن
ولزوجة الوجوه الكالحة
هاربة إليك
لنسغ الأرض
ورائحة العشب الطري
وطين التكوين وحكمة الإنسان
إلى أين أيها البدوي
فليس في أسفلت المدن
وإسمنتها شئ يشبهنا
وليس في وجوهها المشوهة
رغيف واحد ينبت من الأرض
ومابوح السنابل لوجهك الربيعي
سوى
إفتتان لقلبي الذي يشتهي ظلك
ثرية تلك البراري كعينيك
نقية كوداعتك
وليس لك على أرصفة
المدن المهترئة
غير قسوة الأحذية
نعيمة عمر سعيد القطعاني (نعيمة الزني) 🇱🇾
