كتعجُّبي مِن مَبلغي في التيهِ
عانقتُ أقنعةً بغيرِ وجوهِ
وضممتُ أطرافَ الفراغ بأضلعي
فخرجتُ من نفْسي بألفِ شبيهِ
أمشي على خطِ استواءِ تشرّدي
متخففًا من وطأةِ الـ( ـتابوهِ )
وأحطّ في ذاتِ الفَناء كعاشق
في النار يلمسُ موطنَ التأليهِ
حتى إذا انشطر الرحيلُ بخفقة
محمومةٍ أكملتُ ما تُمليهِ
فرَحي كأرغفةِ الجياع مغمّسٌ
بالريح منذ شبعتُ من تمويهي
يشتاق تأويلا طويلا مثلما
يتأول الحزنُ الكليمُ بَنِيهِ
كل انعكاساتي تضيف إلى دمي
وطنا وتدعو الأرضَ كي تطويهِ
ومفازتي من غارِ كل قراءةٍ
تُردي نبيًا أو تَفي بسفيهِ
لا يَبلغُ الطيرُ الأجيرُ بهامتي
حدَ التقاط الخبزِ لو أُدنيهِ
والموتُ يشرب من خوابي حيرتي
حظًّا بخلتُ به عن التنويهِ
كرسالةٍ بيضاءَ لم يَغرق بها
حِبرٌ ولم تَسلم من التشويهِ
أو عَبرةٍ في عينِ ثكلى لم تزل
تجد العزاءَ بكل ما تجنيهِ
وتزاول الدنيا كأي فريضة
ثقُلَتْ عليها في صدى التنبيهِ
فتسللتْ للعيش في الأمسِ الذي
ما انفك يتلو نعشَها كفقيهِ
هذا المجاز تعبتُ من فَوَرانه
بيني وبين حقيقةٍ ترويهِ
قد كان لي عنه اقتراف طريقة
في الغيب تمطرني بكل ذويهِ
لكنه الطينُ القديم مذ ارتضى
في الخلد لي شجرا به أغريهِ
لأرى انتمائي المحضَ في حوّائه
وأدورَ في شغفي بصُلبِ أبيه
يكفيه من غَرْقى تصوّفه يد
وسط الظلام تمدّ كفَ نَزيهِ
قصيدة: نهايات غير مسؤولة
عوض بن يحيى 🇸🇦
