حزنان متوازيان
مذ لامستْ كفاكَ راح مواجعي
رعشتْ دروبي مثل غاب
راقها هطل المطرْ
فتوهمت أن المفارق مُلكها
وهناك في عتماتها من ينتظرْ
لم أنتبه أن الأزاهر برعمتْ
في كل أعصابي إلى أن أمطرتْ
واعشوشبت دوني المرايا , والنوافذ والستائر والصورْ
* *
دعني أُلامسُ مسحة الحزن النبيلةَ
بين صمتك والنظرْ
دعني أرتّبُ بيت قلبك من متاعبه
وفوضى ما انتشرْ
وأرشُّ ماء الودِّ في جنباته
لتفرفح الأيام فيه والسهرْ
* *
لكنَّ دونك شرفة ً
لتخالها مكشوفةً
مهما بدتْ لاتنكشفْ
هي أن تمهَّلْ في ملامسة الخَزَفْ
وأعرف تماما ً سرَّ إحساس التُحفْ
وأحسبْ حساب النعنع الـ جففته
في عزلتي وقت التمزّقِ والضجرْ
واللوزِ ما خبأته لشتاء أيامي إذا عزَّ السمرْ
ودفاترٍ مكتوبةٍ برماد ما تحت الشررْ
هذي العواطف كلّها في قجَّتي
لك أن تكسّرها ولا تخشَ الضررْ
* *
مرقوقةٌ روحي على صاج التشهي والغِوى
مخبوزة بالقزحة السوداء , أما المحتوى :
من سكّر الأحلام أبيضها ومن ماء الزهرْ
فأعلم إذا ذاب الجوى
ستنال خبزا ً فيه من سرِّ الخلودِ
حياءَ ما كان استترْ
* *
أما بمرسوم الهوى :
حاذر على قَدَرِي لأن شغافه
من ياسمين الشامِ مصنوعٌ ومن
أغلى الدُررْ
فإذا (شَعَرْتَ) زجاج مابخزائني
فلتحتكم لحضارة الفوح الشآميِّ
إذا جرحي أمرْ
ابتسام الصمادي – سوريا
