مُنَمْنَةٌ – محمد المزوغي – ليبيا

لأنّك في بدء الأحاديث تخطرُ

وحتّى ختامُ النصّ عنك يعبّرُ

يحاصرني معناك في كل فكرةٍ

ويصعدُ بي هذا الحصارُ المفكّرُ

لأنّك ما بيني وبيني تعيدني

إلى الدهشةِ الأولى فأصغي وأبصرُ

أكسّرُ في حبس الرتابةِ قَيدَها

وأجملُ شيءٍ في القيودِ التكسُّرُ

وأمشي على مَهْلٍ كما مرَّ شاعرٌ

يقولُ بأنّ الأرضَ مثلُك تشعُرُ

يقولُ بأنّ الله أودع سِرّه

لدى كُلِّ قلبٍ لم يَزُرْهُ التكبُّرُ

يخبّئُ في عطر النهار جراحَهُ

لينثرها في الليل مِسْكٌ وعنبرُ

هو الحُبُّ في كفِّ المُحِبّينَ وردةٌ

يُفاضُ بها معنىً من العطرِ أكبرُ

يعيد إلى الإنسانِ ميزانَ عدله

فيهدمُ جدرانَ الفروق ويَعبُرُ

تضيء به في الكفِّ سبعُ سنابلٍ

وتزدادُ حتّى يقهرَ الجوعَ بيدرُ

وتستثمرُ الأرضُ اليباسُ دموعَهُ

لتطردَ أعوام الرمادة أنهر

هو الشغفُ العالي منمنمةٌ إذا

تراءات لنا ألوانُها نتحيّرُ

هنا علّق العشّاقُ أسرارَ بوحهم

ليحيا بها حبرٌ و يخْلُدَ دفترُ

هنا قال ( ما أذنبتُ قالت مجيبةً

وجودُكَ ذنبٌ ) يا بصيرُ وأكثرُ

ولاشيءَ إلّا أنتَ.. غيرُك لا يُرى

وكيف يُرى اللاشيءُ أو يُتصوّرُ؟!

إذا مَدّ لي التيهُ الطويل ضبابه

تيقنتُ أنْ خلف الضَّبابِ سَتُسْفِرُ

وإن أوقفتْ عيني ارتدادَ جُفُونِها

علمتُ بأنّ العينَ نحوكَ تنظرُ

محمد المزوغي 🇱🇾

قصيدة: مُنَمْنَةٌ

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s