قصيدة: حمائُم المسيح / بقلم آمنة محمود
بقوّةِ الألم
يُسجُن مارُد الرغبات في مصباح الوحشة
تستحيُل فاكهةُ الجسد أحجاراً كريمة
يصيرُ القلبُ ياقوتةً حمراء
تنطفئ قناديُل التمني
خضرةُ روحك ما زالت عاجزة
عن بعث الحياة في كل هذا القحل
لمْن يُنَذُر العُمُر
حين تجُّف أوردةُ الحلم الأخير!
يدَك النبيّةُ
أحالت تُراب الكلام بالدمِع طيناً
كُل الحمائم
التي صنعَتَ بطين خلقك تفقُد وظائفها تباعاً
تلتهُم كجراد جائع
خميلةَ أحلام اليقظة
تنسُف نفسها كرصاصةِ رحمة
والأهدافُ بقايا آمال
الجرح الذي مسحت عليه صار سيفاً
وما أبرأت عمى الأيام
بقّوة الكتمان
يقتُُل الشو ُق بقايانا
يقطُع وريد الشغف
فيسيُل دم الحكاية
تتطايُر الضحكات من كتاب الذكرى
يـَفّضُّ اشتباك الأصابع
يسقُط الخاتمُ في قبر فرح قديم
وتفقُد حمائُمك وظائفها
تحُّل أحلامنا من قيد الحُلم
تكُّف عن النقر على جدران التذكر
كلّما اختصمت زهرتان في حديقة الكلمات
لك الحق أن تمضي
فليس لد َّي ما أُشفي به جرح رأسك
ألقيَت عليَّ دمعك وما أحييت شيئا
لك الحق أن تمضي
ما عندي ما أحوُل به دون صلبك
غَير أّني أُجيُد النواح كحمامة
والبُكاء كغيمة
