قصيدة: جئتكم بالمجاز /بقلم: إبراهيم بوشفيع
جئتكم من فم الغياب نبيّا
أيها البائسون أصغوا إليّا
ألفُ صحراءَ لم تزل بعروقي
تتهجى العذاب فيكم وفيّا
جئتكم بالمجاز أزرع وردًا
ليشمَّ السُّراةُ حرفًا نديّا
أرقبُ الوحيَ في (حراء) عذابي
أتلقى القصيد جرحًا طريّا
المنايا تنامُ تحت بساطي
كلما قمتُ جرّحتْ قدميّا
لعنةُ الخلق ماردٌ بضلوعي
يسلبُ القلبَ نبضَه الورديّا
ها أنا جئتكم بفيلق شِعري
ليعيدَ الغناءَ حيثُ تفيّا
ليعيدَ الطيورَ في كل وادٍ
تنشرُ اللحنَ في الوجودِ دويّا
جئتكم بالحياة حتى إذا متُّ
سألقى الممات حلوًا شهيّا
أسرجوا للصغار مهرةَ روحي
(وأعدوا لهم) منامًا هنيّا
وإذا حلّ بالمساكين ليلٌ
أشعلوا أضلعي ضياءً سخيّا
جئتُ بالشعرِ جئتُ أنثرُ حُبًا
ثم أسقيه دمعَيَ القدسيّا
رحتُ أتلوه من صحائف روحي
فسَرَى في الأنام روحًا خفيّا
يعطشُ الناس للحياة، فأُحيي
بدم الشعرِ فارسًا منسيَّا
إنما (الشعرُ) للنبوءاتِ بابٌ
يصطفي للرؤى نبيًّا نبيَّا
