زَفْـرُ العَـقَـابِـيْـلِ فِي الميَّادِ جَـنَّ شَكَى
بـيْنَ الـثَّـنَـايَا أَنِـيْـنٌ،وَجْدُهِ حُـبِكَـا
رُفَـادُهُ فِـي حِـزَامِ الـشَّوْقِ مُـنْـغَـلِـقٌ
وبـوْحُهُ الغُصْنُ والـرَّقْـرَاقُ إِنْ نَسَكَا
سَـرَىْ شُـرُوْقاً تَضُـوْعُ الوَجْهَ قِصَّـتُـهُ
عَـفْـقُ الصَّـبَـابَـةِ للصَّـمْـتِ البَلِـيْدِ حَكَى
فَيَغرفُ الـسُّـمُّ مِنْ مَـشْـقَاكَ حَـشْرَجَةً
نوحُ الحَمَامِ عَلَى الأَغْـصَـانِ فِيكَ بَكَى
أَغْرَىْ الـسُّـقُـوْطَ عَلَى الإِيْـفَاءِ تُحْـدِثُـهُ
جَـلَاجِـلٌ كَـنُـفُـوْرٍ، رَقْـطُـهُ وَشَكَـا
مَـاجَ الحِـصَـانُ يُـجِـيـرُ الكَـسْـرَ وَارِدُهُ
عَلَى الـنَّـقِـيْضِ تَرَى الرِّعْدِيْدَ مَالَ لَكَا
تَـثَـاقَـلَـتْ خَـطْـوَةُ المُحْـتَـاجِ فِي هَرَعٍ
فـأوْرَثَ الـهَـزَلُ المـمْـسُـوْخُ إِنْ وَعَـكَا
نَـبْـغُ الفَـرَاسَةِ عِـنْدَ الجـدِّ حَـاكِـمَةً
عَـقْـلُ الرَّزِيْـنِ عَلَى تَـشْــكِـيـكِهِ شَــرَكَا
أَنْـتَ الــمُدَمَّـىْ، ومَـاءُ الطُّـهْـرِ يَغْـمِـرُهُ
عَـلـى جَـبِـيْـنٍ، أَنَـارَ الـدَّرْبَ لوْ عَرَكَا
تَـأْتِــيْــنَ فِـي وَجَـعِ الأَيَّـامِ مُـلْهِمَةً
فِـي الـوَجْـهِ نُـوْرٌ، إِلِيهِ القَلْبُ مَا سَـلَكَا
فَتَمْسَحُ الشَّـعْرَ كَالأَقْـوَاسِ رَعْـشَـتُهَا
وفِــي يَـدٍ نَـثَـرَتْ، مِـنْ لُـؤْلُـؤٍ سُـبِكَا
بِـلَـمْـسَـةٍ عَـبَرَتْ حُـلْماً وأشْـرِعَـةً
إِنْ أَقْـبَلَتْ، قَمَرٌ مِنْ حُـسْـنِها ضَحِكَا
ذَابَـتْ عَلَى لُغَةٍ أَطْيَافَ بَـارِقَةٍ
نَـجْـمٌ هُـنَـا، وَهُـنَـاكَ الآفِــلُ اشْتَـرَكَـا
وَمِيضُهُ بَـرَدٌ، شَــقَّ الـنَّـبِـيْـذُ ضُـحَىً
فَأَمْسَـكَ الليلَ، فِي الأُخْرَىْ طَوَى الفَلَكَا
أُحِـبُّ فِـيـهَا ضِــيَاءَ الفَـجْـرِ مَـبْـسَــمَـها
أُحِـبُّـهُ، أَفْـتَـدِيْ رُوْحـِي دَمِي مَـعَـكَـا
أَوحَىْ العِـنَـاقُ، فَكُنْتِ الرَّوْحَ فِي جَـسَـدٍ
قَلْبٌ شَـجَـى، وأَصَابَ العِـشْـقَ، وارْتَبَكا
يا نُـوْرُ، كَـيْـفَ تَـلُـوْذُ الـعـيـنَ مُغْـتَـرِبـاً
شُعَاعُهَا صَـعَـقَ الإِحْـسَــاسَ وانْتَهَكَا
مِـنْ نَـظْـرَةٍ سـَـــيُعِــيدُ الـوَقـتُ ذَاكِـرَةً
عَـلَـى ارْتِجَـافٍ مَـضَى، أَصْـلَابَهُ مَـلَـكَـا
هَـذَا نَـقَـاءٌ يَـجُـوْبُ الأَرْضَ مَكْرُمَةً
كَـأنَّـهُ الـسّـيْلُ، طُـوْفَـانٌ غَـدِي سَفَكَا
أَنْتِ الحِكَـايَةُ فِـي عُمْقِ الرُّؤَىْ بُـذِرَتْ
وفِـي هَــيَامٍ عَلَى شِرْيَـانِهِ صَـكَكا
وهَـدْرُهُ بِـيْـنَ أَضْـلَاعِي وأَوْرِدَتِـي
والـقَـلْـبُ مُـشْتَـعِلٌ مِنْ جَـذْرِهِ احْـتَـرَكَا
يُعَـانِـقُ الـنُّـوْرَ مِـنْ لَـمْـحٍ يُـنَـاوِرُهُ
يَمْضِيْ ولَا أَثَـراً فِــي الجـسْـمِ قَدْ تَـرَكَـا
لا القَـلْـبُ يَـعْـرفُ مَا الأَحْـدَاثُ يَـعلَمُهَا
لا الـفِكْرُ يَـدْرِيْ، ولَا فِـي لُـبـِّهِ دَرَكَـا
مَـرَّتْ عَـلَى نَـغَمِ الأَمْـطَـارِ أُغْـنِـيَةً
ونَـسْمَـةً فـِي مَـسَاءٍ صَـبُّـهَا حَـلَكَا
أَضَـعْـتُ فِـي شـَـرَكِ الـتَّفْـسِـيْـرِ لَحْظَـتَـنَـا
عُـدْنَـا، نُـنَـادِيْ صَـرِيْـعـاً حُـلْـمـَـــهُ فُـتِـكَـا
هَـذَا الـلِـقَـاءُ كَـحُـلْـمٍ هَـلَّ فِـي شُـهَـبٍ
أَرْخَـىْ عَـلَـى خَـدَرِ الـمَسْـلُـوْبِ مَا هَـلَـكَـا
غَـابَـتْ كَـطـيـفٍ غَـرِيْـبٍ عَـادَ مُـرْتَـحِلاً
أَفْـضَىْ هَـزِيْعـاً عَـلَى الأَشْـَجانِ مَـنْ وَرَكا
يَا أيّـهَا الـحُـزْنُ أَيْـنَ الـوَعدُ تَحْـفَـظُـهُ
قَـلْبُ المُـحِبِّ غَـدَا سـِجـنـاً بِمَـا امْـتَـلَكَا
قصيدة: لَمْحُ البَصَرِ
شعر: أحمد جنيدو
