كلما ضاقت بك الأرض
في غيابي
اتخد عناقي لحافا
لا تترك أصابعك عارية
إمنح كأسك العاشر إسمي
ثم إياك أن تقفل الباب وراءك
إياك أن تتصنع النسيان في عبور عطري
إمنح لكل الأشياء التي خلفها رحيلي إسماً
دع الحنين يعبث بتجاويف ذاكرتك
وتذكر :
أنا
إبنة البحر
منذ آمن قلبي فيك الغرق ،
إن الغرق في حبك
إشتهاء .
و كلما ضاقت بي الأرض
وقفت على أرصفة الشوق
أمضغ غيابك كرغيف ساخن
أرتشف قهوتي و أنمم و الوقت
وأتذكر أنني
لست بنبي الله يوسف
ولا أنا بمريم
العذراء
كلما تحرش بي عطرك
وشوش لي مسام الليل
أجنحتي ،
حتى فقد الليل صبره
وماعاد في القلب
ما يقده إلا الوجع .
أتذكر جيدا يوم ما
قلت لي :
أن الحب لا يقاس بالمسافات
و أن الليل
لقمة التائهين والغرقى
في الظلام ..
قلت لي أن الربيع
لا يَهدي غير باقات خضرة
لا يوزع مثقال
نسمة
بين ريب و شك
قلت أن الحب
يقتات
من عيون الليل
آتر السهاد .
ها أنا
اليوم أتوق
لليقين
يقين يقيني حر الرحيل
يقيني عتمة قلبي
أتوق اليوم إلى أمل أحمق
يقطع ثرثرة نشوة
في جوف الليل.

حنان احمد