لاغترابنا – فائزة القادري

لاغترابنا

على عتباتِنا ينسى كتابَه

بلا العنوانِ فالمبكى أذابَه

ويأخذُ ما يشاءُ ولا يبالي

يغيبُ، يغيييبُ مرتدياً ضبابَه

كما عيناه أغمضتا هروباً

يريبُ عيونَنا ماقد أرابَه

يشيبُ العامُ_ مذهولاً_ بعامٍ

ملولٌ عمرُه؛ يُردي شبابَه

على طرقاتِنا ينمو وداعٌ

مشوقٌ للعناقِ لوى عتابَه

على أغصانِه تبقى أكفٌّ

تلوحُ بقبضةٍ ضمّتْ رُهابَه

وداعٌ كالصّنوبر كم شذيٌّ

وأخضرُ وعده يخشى احتطابَه

وداعٌ ظلَّ أجراساً تصلّي

ورنّاتٍ شقيّاتٍ بغابَه

بليلةِ عمره يمضي غريباً

إلى المجهولِ زفّته الغرابَه

يعرّي البردُ دفترَنا بليلٍ

يمزِّق قيدَ فكرتِه ثيابَه

يروّضُ في أنانا سِرَّ شوقٍ

أنانيّونَ؛ نعتنقُ ارتكابَه

وتُنسَل من مآقينا دموعٌ

وأطيافٌ تدوِّرها الكآبَه

أعدُّ قصيدةَ الغيثِ المقفّى

أما لتنبؤٍ يزجي سحابَه؟

أما لتنبّؤٍ عطِشٍ كسُؤلٍ

تردُّ الأمنياتُ له جوابَه؟

أعيدُ الرَّعدَ من صممٍ بعيدٍ

من الأصداءِ، من صمتٍ أصابَه

ألا من سطرِ برقٍ في انطفاءٍ

لأشعلَه بكهربةِ الصّبابه؟

سيطفئنا أوانُ الحزن فينا

فبعضُ الحزنِ نختارُ اصطحابَه

تعالوا؛ ننتمي للحبِّ جذراً

ترابُ الأرضِ يمنحُنا صوابَه

تعالوا كالطّيور  بنا حنينٌ

حنينُ السِّربِ لا يخشى سرابَه

تعالوا .. “بس تعالوا” كلّ عامٍ

وأنتم رونقٌ أهوى انسيابه

فائزة القادري

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s