أدِرْ حيرتي السكرى ليرشفها العمرُ
وأجّل قطاف البوح حتى يفي الحبرُ
وعلّل سكوتي بالتمنّي فبيننا
مسافةُ ليلٍ لا يطاولُهُ فجرُ
نديمان نحسو من كؤوس هواجس
وما سكرة الأوجاع لكنّه الشعر
ونشرب نخب الوجد والوجد طعنةٌ
يفتِّحها كشفٌ ويرتقها ستر
بقلبي اغتراب الشنفرى دسّ وهْنه
كسيرا كخطو الريح أرهقها السيرُ
وبي من تسابيح الجنيد احتراقُه
وفي جمرة التأويل ينبثق السرّ
فأبحث عني ليس غير هشاشتي
وكسري بعيدُ الغَور لم يُجْدِهِ الجبرُ
ستعزف لي الأيام لحنَ منيّة
إذا ضاق من موّال فاجعتي الصدر
ويقتلني السيفان يأسي ووحدتي
ليُحيِيَني الموتان: بُعدُك والقهرُ
فمِن سُفرة الدُّنيا التي صُمتُ دونها
تعوّدتُ طعمَ المرّ فاعتادني المر
هواجس ظمأى
خديجة السعيدي
